أخبار الرياضةمباريات اليوممباريات جارية الآن

أديداس ومنتخب ألمانيا.. العلاقة التي ولدت بمعجزة!

أصدرت شركة “أديداس” للأحذية والمعدات الرياضية قميصًا جديدًا لفائدة منتخب ألمانيا، بمناسبة مرور 125 عامًا على تأسيس الاتحاد الألماني لكرة القدم سنة 1900، قبل انضمامه إلى “الفيفا” بعدها بأربع سنوات، وجاء هذا القميص تكريما لجيل 1974 الأسطوري الذي توج بكأس العالم للمرة الثانية في تاريخ “المانشافت”.

وفي الوقت الذي كانت كرة القدم تنتشر عن طريق الإنجليز في نهايات القرن الـ19، وافقت الاتحادات الرياضية الأولى على تنظيم مسابقات مشتركة حوالي العام 1890، قبل أن يتأسس الاتحاد الألماني لأول مرة في “لايبزيغ” يوم 28 يناير / كانون الثاني لسنة 1900، من ممثلي الأندية البالغ عددها في ذلك الحين 86 ناديًا ألمانيًّا، وذلك لأجل تسهيل تنظيم البطولات الإقليمية.

أديداس ومنتخب ألمانيا.. شراكة مثمرة رسخها التاريخ

وبدأت قصة منتخب ألمانيا مع “أديداس” في سنة 1954، وهو العام الذي عرف مشاركة تاريخية لـ”المانشافت” في كأس العالم التي نظمت في سويسرا بمشاركة 16 منتخبًا، منها 12 منتخبا أوروبيا، إضافة إلى البرازيل والأوروغواي من أمريكا الجنوبية، وكوريا الجنوبية من آسيا، والمكسيك من منطقة شمال ووسط أمريكا.

ويملك الألمان قصة فريدة من نوعها مع هذه الشركة الشهيرة التي أنشأها الألماني “أدي داسلار”، والذي كان في ذلك الوقت صديقًا لمدرب ألمانيا سيب هيربرغر، الذي يعتبره الكثيرون “أبا الكرة الألمانية”، إذ درب المنتخب بداية من سنة 1936 إلى غاية عام 1964. 

في مونديال 1954، وقع المنتخب الألماني في مجموعة تضم تركيا وكوريا الجنوبية والمنتخب المجري الرهيب، وفي المباراة بين المجر وألمانيا فاز رفقاء بوشكاش بنتيجة 8-3، وهي الخسارة التي قيل بأن المدرب التاريخي لـ”المانشافت” سيب هيربرغر تعمدها، لأن القانون في تلك الدورة كان غريبًا.

ففي ذات المونديال، يلتقي الأول في المجموعة 1 مع الأول في المجموعة 2، والثاني مع الثاني، ولذلك كان مدرب ألمانيا يريد تفادي الأوروغواي، إنجلترا والبرازيل، ما جعله يتعمد الخسارة أمام المجر بتلك النتيجة، وفعلًا تأهل منتخب ألمانيا في المركز الثاني ليواجهوا يوغوسلافيا في ربع النهائي، ثم النمسا في نصف النهائي، ويصطدموا مجددًا بالمجر في النهائي.

وكان نهائي مونديال 1954 تاريخيًّا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ذلك أنه عرف حدوث الكثير من الأشياء المميزة للألمان، ففي لقاء “المانشافت” والمجر ضمن الدور الأول، لاحظ المدرب هيربرغر أن لاعبيه ونظراءهم من المجر ينزلقون باستمرار، ولم يستطيعوا التأقلم مع الأرضية المبللة بسبب المطر، فطلب من صديقه أدولف داسلر مؤسس “أديداس” أن يصنع للاعبيه أحذية تمنعهم من السقوط في النهائي إن تأهل الفريق.

فرانز بكنباور أسطورة كرة القدم الألمانية

وفعلًا، تأهل منتخب ألمانيا ووصلت الأحذية “الأخف” من جلد الكنغر وبـ 6 مسامير يومًا واحدًا قبل النهائي، وكانت تلك الأحذية من أديداس هي البداية الفعلية لأحذية كرة القدم الحديثة بمسامير مطاطية قابلة للاستبدال، وكانت مختلفة تمامًا عن أحذية المسامير التي كانت قبلها، سواء في كرة القدم أو رياضات أخرى كالبيسبول.

وقبل انطلاق النهائي التاريخي، هطلت أمطار غزيرة في مدينة بيرن السويسرية، الأمر الذي تفاءل به المجريون خاصة بمشاركة بوشكاش المتحامل على إصابته، لكنهم لم يدركوا أن الألمان كانوا يمتلكون مفاجأة غير سارة تمثلت في “أحذية المطر” تلك، بمسامير مطاطية، تسهل حركتهم وتثبت أقدامهم بشكل أفضل.

كان التفكير في خسارة المجر أمرًا جنونيًّا وقتها، إلا أن ذلك ما حدث فعلًا رغم الجدل التحكيمي بسبب إلغاء هدف لبوشكاش، ولأن تتويج الألمان لم يكن متوقعًا، وصف الحدث بـ”معجزة بيرن”، لتخرج زوجته في إحدى تصريحاتها بعد وفاته، وتؤكد أنه “كان يحلم بإعادة ذلك النهائي ويلعب بأحذية أديداس”، وبعد تلك الليلة ولدت هذه الشركة رياضيًّا، وولدت معها مقولة “المستحيل ليس ألمانيًّا”.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button