4 عوامل تمنح ريال مدريد الأمل في ريمونتادا تاريخية ضد أرسنال

يحل أرسنال ضيفًا ثقيلًا على ريال مدريد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا مساء اليوم على ملعب سانتياغو برنابيو، بأفضلية ثلاثة أهداف نظيفة في مباراة الذهاب، ومع ذلك، يؤمن أصحاب الأرض بإمكانية تحقيق “ريمونتادا” أخرى، حيث يشتهر ريال مدريد دائمًا بقدرته على فعل المستحيل في البطولة المفضلة له.
جمهور النادي اللندني لديه ثقة كبيرة هو الآخر، كونه لم يخسر أبدًا أمام الريال في ثلاث مباريات سابقة، حيث فاز مرتين وتعادل مرة، ولم يستقبل أي هدف خلالها. وقد يصبح “المدفعجية” أول فريق يحافظ على نظافة شباكه في أربع مباريات متتالية ضد الريال في دوري أبطال أوروبا.
وخلال 53 مباراة خاضها ريال مدريد ضد الفرق الإنجليزية في كأس أوروبا/دوري أبطال أوروبا، تمكن من الفوز بأكثر من ثلاثة أهداف في مناسبتين فقط: 5-1 ضد ديربي كاونتي في موسم 1975-1976 (دور الستة عشر)، و4-0 ضد توتنهام هوتسبير في موسم 2010-2011 (ربع النهائي).
كما لم يتجاوز ريال مدريد تأخره بثلاثة أهداف في أوروبا منذ موسم 1985-1986، عندما كان ينافس في كأس الاتحاد الأوروبي، حيث خسر 5-1 أمام بوروسيا مونشنغلادباخ في مباراة الذهاب، قبل أن يسحقه برباعية نظيفة في مباراة الإياب ليتأهل بفضل قاعدة الأهداف خارج الأرض.
والمرة الوحيدة التي عوّض فيها الريال تأخره بفارق 3 أهداف في بطولة كأس أوروبا كانت في موسم 1975-1976، عندما تعافى من هزيمته 4-1 أمام ديربي كاونتي في دور الستة عشر ليفوز 5-1 على أرضه، ويتأهل بنتيجة 6-5 في مجموع المباراتين.
كانت هناك 48 حالة تقدم فيها فريق بثلاثة أهداف أو أكثر في مباراة الذهاب من دوري أبطال أوروبا، ولم ينجح الخصم في تعويض هذا الفارق إلا في أربع مناسبات فقط.
كانت هناك 48 حالة تقدم فيها فريق بثلاثة أهداف أو أكثر في مباراة الذهاب من دوري أبطال أوروبا، ولم ينجح الخصم في تعويض هذا الفارق إلا في أربع مناسبات.
ريال مدريد وتواريخ في قلب النتيجة
كما ذكرنا، المهمة ليست مستحيلة، ومؤخرًا استطاع ريال مدريد قلب النتيجة ضد مانشستر سيتي في الدور الفاصل في يناير/ كانون الثاني الماضي، أو انتصاره الموسم الماضي على بايرن ميونخ عندما سجل خوسيلو هدفين في الوقت بدل الضائع ليخطف فوزًا في نصف النهائي، أو تحويل خسارته 2-0 أمام ليفربول في عام 2023 إلى فوز 5-2 في مجموع المباراتين، كدليل على قدرته على قلب الأمور في لمح البصر.
لاعب وسط الفريق الملكي جود بيلينغهام واثق من قدرة فريقه على قلب تأخره في المباراة، وإضافة فصل جديد في تاريخ النادي، لكن الأمر يشبه تسلق الجبل، ويحتاج إلى بعض العوامل المساعدة التي نستعرضها.
الضغط المتقدم على أرسنال بفاعلية
على الرغم من ارتفاع معدل استحواذ أرسنال على الكرة (53.4%)، إلا أنه ضغط بقوة 115 مرة في الثلث الأخير من الملعب في مباراة الذهاب. وهذا يفوق ثلاثة أضعاف ما فعله ريال مدريد، الذي بلغ مجموع عمليات ضغطه المتقدم 36 مرة فقط، وهو الأقل بين جميع الفرق في مباريات ذهاب ربع النهائي هذا الموسم.
سيحتاج ريال مدريد لتحسين عملية ضغطه المتقدم على أرسنال هذه المرة، وسيتطلب الأمر جانبين: أولًا، أن يضغط بقوة على أرسنال لمنعه من إهدار الوقت أو من بناء اللعب بشكل مريح، وإجباره على إرسال كرات طويلة “عادة لا يكسبها مهاجمو أرسنال”، وثانيًا، أن يضمن أن يكون الضغط منظمًا وفعالًا وليس عشوائيًّا.
لكن في هذه المناسبة، نتحدث عن فريق لا يُدافع جيدًا، ولا يُوجد هيكل دفاعي مُحكم في خط الوسط، ولا توجد أنماط لعب مُحددة. يعتمدون كثيرًا على اللاعبين، كما هو الحال دائمًا. ليس لديهم القدرة على رد الفعل.
حالة لاعبي ريال مدريد الفردية
لم يكن المدير الفني للفريق كارلو أنشيلوتي يومًا مدربًا يعتمد على أنماط لعب محددة. هو باختصار “مدير للاعبين”، يترك لهم حرية التعبير عن أنفسهم على أرض الملعب. هذا الموسم، يفتقر ريال مدريد إلى هيكل فني أو تكتيكي واضح، ويُعد فريقًا جيدًا كأفراد أكثر من كونه وحدة متماسكة، وبالتالي، فإن الأمر يتعلق بفرديات اللاعبين وحالتهم الفنية بشكل كبير.
فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي ورودريغو، جميعهم يملكون سجلًّا جيدًا في دوري أبطال أوروبا، فبسجله الحالي من 28 هدفًا و21 تمريرة حاسمة، قد يصبح فينيسيوس جونيور رابع لاعب مختلف في ريال مدريد يصل إلى 50 مساهمة تهديفية في دوري أبطال أوروبا (بعد كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما، وراؤول)، وهو ما يعادل ضعف ما سجله أي لاعب آخر (مثل ليفاندوفسكي ومولر مع بايرن).
أما كيليان مبابي، فقد ساهم بشكل مباشر في ثمانية أهداف خلال ثماني مباريات في أدوار خروج المغلوب ضد الفرق الإنجليزية في دوري أبطال أوروبا (سبعة أهداف وتمريره حاسمة)، بما في ذلك خمسة أهداف في أربع مباريات على أرضه (أربعة أهداف وتمريره حاسمة).
تقليل الكرات الثابتة لصالح أرسنال
هدفان من أهداف أرسنال الثلاثة في مباراة الذهاب جاءا من كرات ثابتة، وتحديدًا من ركلات حرة مباشرة عبر ديكلان رايس. وتُعد الكرات الثابتة إحدى أقوى أسلحة أرسنال، سواء الركلات الحرة أو الركنيات.
سيكون ريال مدريد بحاجة لتقليل مثل هذه المخالفات على حدود منطقة جزائه، والحد من الركنيات التي يتحصل عليها أرسنال، خاصة أن الفريق اللندني يعاني بشدة أمام الفرق التي تعرف كيف توقف خطورته من الكرات الثابتة.
لا تزال الحقائق والوقائع التاريخية تشير إلى أن لدى أرسنال كل الأسباب للثقة التامة في ضمان التأهل، لكن عندما يتعلق الأمر بريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، لا تشطب حظوظه أبدًا.