في خضم الأزمات القانونية التي تعيشها بطولة الدوري التونسي، يواجه النادي الإفريقي تعقيدات إضافية في حال قرر التوجه إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولي “CAS”، وهذا ما أوضحه المحامي التونسي البارز، عبد الله القلالي، في قراءة قانونية تتعلق بالتبعات المستقبلية لمثل هذه الخطوة.
تتسم بطولة الدوري التونسي بحالات قانونية مثيرة للجدل، حيث تم تسجيل أكثر من 10 اعتراضات على نتائج المباريات بسبب أخطاء تتعلق بإشراك لاعبين معاقبين أو حضور مسؤولين أو مدربين لم يقوموا بتسوية مستحقاتهم المالية.
استنادًا إلى قرار الرابطة، تم قبول استئناف اتحاد بن قردان، مما يعني اعتماد النتيجة التي تحققت في الملعب، والتي انتهت بالتعادل السلبي. وبذلك، سيتعرض النادي لخصم نقطتين من رصيده، ليتقلص إجمالي نقاطه إلى 50 نقطة، محتفظًا بالمركز الثالث بفارق ثلاث نقاط عن الترجي والاتحاد المنستيري، اللذين يتقاسمان الصدارة برصيد 53 نقطة.
في هذا السياق، أصدرت الهيئة المديرة للنادي بيانًا تعبر فيه عن استغرابها من القرار، مؤكدةً على عدم وجود شفافية في الإجراءات المتبعة. كما أشار البيان إلى تداخل بين مسألة استرجاع الحقوق ومحاكمة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
اللجوء إلى “CAS”.. الإفريقي على حافة مجازفة قانونية
على الرغم من تأكيد النادي الإفريقي عزمه اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي “CAS” لاسترجاع النقاط، أوضح القلالي أن هذه الخطوة قد تكون محفوفة بالمخاطر، إذ تفرض “CAS” بموجب القوانين السارية شروطًا مسبقة تتطلب استنفاذ جميع وسائل الطعن على المستوى المحلي، مما يعني أنه لا يمكن للنادي الإفريقي تقديم طلبه بناءً على عدم اعترافه بشرعية لجنة الاستئناف.
بالإضافة إلى ذلك، لا تزال القضية قيد النظر في المحاكم التونسية، بعد أن قررت إدارة نادي “باب الجديد” تقديم قضية جزائية ضد الاتحاد التونسي لكرة القدم.
لذا، إذا قرر نادي باب جديد اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي دون استكمال الإجراءات القانونية المحلية، فقد ترفض “CAS” الاستجابة لطلبه أو تعلق القضية حتى تفصل المحاكم المحلية في الأمر، وهذا قد يزيد من تعقيد الأمور ويعقد المسار القانوني للنادي، مما يستدعي ضرورة التريث ودراسة كل الاحتمالات قبل اتخاذ أي قرار، وفقًا لما جاء في منشور للقلالي على صفحته الرسمية على فيسبوك.
كما دعا الفريق العاصمي جماهيره إلى التزام ضبط النفس والابتعاد عن الانفعالات، مؤكدًا على أهمية التشبث بالمصلحة الوطنية قبل المصلحة الخاصة، وذلك عقب الاحتجاجات التي نفذها أنصار الفريق أمام مقر الاتحاد التونسي ليلة أمس الثلاثاء.
