مطلب جماهيري بتعيين حكام أجانب في الدوري الجزائري

فجّرت فضيحة مباراة أولمبيك أقبو ومولودية الجزائر التحكيمية جدلاً واسعًا في الجزائر وسط الجماهير ووسائل الإعلام والمحللين، بخصوص إمكانية اللجوء إلى الاستعانة بالحكام الأجانب في الدوري الجزائري للمحترفين وحتى المسابقات الكبيرة مثل مسابقة كأس الجزائر.
ولم تكن مباراة أولمبيك أقبو ومولودية الجزائر المؤجلة عن الجولة الـ21 من الدوري الجزائري للمحترفين مصدر الجدل التحكيمي الوحيد، يوم الثلاثاء، حيث لم تخلُ مباراة اتحاد الجزائر واتحاد الحراش في الدور نصف النهائي هي الأخرى من القرارات التحكيمية المثيرة للجدل، ما خلّف استياء واسعاً لدى الجماهير رغم حضور تقنية حكم الفيديو المساعد “الفار”.
مباراة أولمبيك أقبو ومولودية الجزائر (1-0) شهدت قرارات تحكيمية مثيرة للجدل وأخطاء تسببت في فوضى كبيرة كان بطلها الحكم الدولي مصطفى غربال، في وقت كان فيه الحكم الفيدرالي يحيى دهار تسبب بدوره في جدل واسع بسبب احتسابه ضربة جزاء لاتحاد الجزائر وإلغائه لأخرى لاتحاد الحراش بعد العودة إلى تقنية الفار، ونفس الشيء بالنسبة لطرده قائد اتحاد الجزائر آدم عليلات قبل إلغائه.
ونددا ناديا مولودية الجزائر واتحاد الحراش بالإضافة إلى جماهير الفريقين بالفضائح التحكيمية، وطالبا بضرورة معاقبة المتسببين في المهازل التحكيمية في كرة القدم الجزائرية، وهو جدل مستمر منذ سنوات رغم التغييرات التي طالت اللجنة المركزية للتحكيم التابعة للاتحاد الجزائري لكرة القدم.
هل تتم الاستعانة بحكام أجانب في الدوري الجزائري ؟
عاد الحديث بقوة وسط الجماهير الجزائرية في منصات التواصل الاجتماعي مرة أخرى عن ضرورة الاستعانة بحكام أجانب في الدوري الجزائري للمحترفين والمباريات الهامة والمصيرية سواء في الدوري أو مسابقة كأس الجزائر، خاصة بعد التشكيك الذي طال كفاءة الحكام الجزائريين وزاد عقب مباراة أولمبيك أقبو ومولودية الجزائر.
ويجري اتهام بعض حكام الدوري الجزائري للمحترفين من طرف الكثير من مسؤولي الأندية الجزائرية وحتى الجماهير باستهداف أنديتهم والتحامل على أخرى، من خلال خدمة أجندات معنية، ووصل الأمر إلى حد اتهام بعضهم بالرشوة، بدليل التصريحات النارية التي لطالما أدلى بها الكثير من مسؤولي الأندية في وقت سابق.
ولم يسبق للاتحاد الجزائري لكرة القدم أن لجأ إلى خيار مماثل رغم الأزمات الكثيرة التي مر بها التحكيم الجزائري، واحتجاج العديد من الأندية على بعض الأسماء التحكيمية بصفة مستمرة، وعلى عكس ما تقوم به بعض الدوريات العربية التي تستنجد ببعض الحكام الجزائريين وحتى الأجانب في المباريات الكبيرة، فإن الاتحاد الجزائري لا يميل إلى هذه الخيارات.
وأكدت مصادر “winwin” أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم لا يفكر على الإطلاق في الاستعانة بالحكام الأجانب في بعض مباريات الدوري الجزائري للمحترفين أو خلال المباريات المصيرية والحاسمة، وسيجدد الثقة في الحكام الموجودين على الساحة حاليًا؛ خاصةً أن الاتحاد استثمر الكثير من الأموال لتطوير المنظومة التحكيمية بالجزائر.
الاتحاد الجزائري كان قرر بداية الموسم الجاري اعتماد تقنية حكم الفيديو المساعد في الدوري الجزائري ومسابقة كأس الجزائر، لكن بشكل محدود تقريباً، على اعتبار عدم إمكانية اللجوء إلى هذه التقنية في بعض الملاعب لعدم توفرها على الشروط والظروف المثالية لتطبيق هذه التقنية.
كما قام اتحاد الكرة بتكوين عدد كبير من الحكام في تقنية حكم الفيديو المساعد بالشراكة مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، واستثمر أموالاً أخرى في تكوين الحكام بإخضاعهم لدورات مكثفة يشرف عليها حكام ومختصون من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو ما يثبت -حسب مصادر “winwin“- رغبة الاتحاد الجزائري في تطوير التحكيم المحلي.
وبالمقابل لم يستبعد ذات المصدر لجوء الاتحاد الجزائري خلال الأيام القادمة إلى تشديد اللهجة مع الحكام وتشديد العقوبات على الحكام المتورطين في الأخطاء المؤثرة والفضائح التحكيمية، مع التشديد على ضرورة التحلي بالنزاهة والاحترافية والصرامة في المباريات المقبلة، خاصةً مع اقتراب نهاية الموسم الكروي الجديد.