العراق قادر على بلوغ المونديال وتدريبه شرف عظيم

أكد مدرب منتخب سوريا الأسبق والمدرب الحالي لفريق القاسم أيمن الحكيم سعادته لطرح اسمه من جانب العديد من وسائل الإعلام العراقية والجماهير لتولي مسؤولية تدريب منتخب أسود الرافدين في النافذة الأخيرة من تصفيات الدور الثالث لقارة آسيا والمؤهلة إلى نهائيات كأس العالم.
واعتبر أيمن الحكيم في تصريح خاص لموقع “winwin” أن العراق قادر على انتزاع بطاقة التأهل المباشرة إلى مونديال 2026 دون الحاجة إلى خوض منافسات الدور الرابع من التصفيات، وقال: “تمتلك الكرة العراقية الكثير من المواهب والنجوم القادرين على تحقيق النتائج المطلوبة في المباراتين الأخيرتين أمام كوريا الجنوبية والأردن من أجل انتزاع بطاقة التأهل عن المجموعة الثانية مباشرة إلى النهائيات، إذ لا تعكس النتائج التي سجلها المنتخب العراقي في التصفيات الحالية حتى الآن المستوى الحقيقي للعبة في البلاد”.
وأضاف الحكيم: “لم يكن الإسباني خيسوس كاساس موفقاً في إدارة المباريات الأخيرة في التصفيات، كما أن خياراته التكتيكية كانت محط تساؤل لدى الكثير من خبراء اللعبة ووسائل الإعلام، كنت أتصور أن يصل منتخب العراق إلى الجولة الأخيرة وهو ضامنٌ تأهله، لكن قدّر الله وما شاء فعل، وبالتأكيد ما زالت الفرصة موجودة وفي المتناول”.
وشكر المدرب السوري كل الجماهير ووسائل الإعلام التي طرحت اسمه كأحد الخيارات المتاحة لتدريب منتخب العراق في الفترة المقبلة مشيراً إلى أن هذه المهمة شرف كبير له، وهو على أتم الاستعداد لوضع خبرته تحت تصرف الاتحاد العراقي في حال أوكلت المهمة إليه.
أيمن الحكيم.. خبرة كبيرة بالكرة العراقية والآسيوية
يملك أيمن الحكيم خبرة كبيرة في الكرة العراقية والآسيوية بشكل عام، إذ سبق له أن قاد منتخب سوريا في تصفيات كأس العالم 2018، وأوصله إلى الملحق الآسيوي رغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بها بلاده.
وكان المنتخب السوري قاب قوسين أو أدنى من بلوغ المونديال لكن مسيرة نسور قاسيون توقفت في الملحق الآسيوي بعد أن تعادل مع أستراليا (ذهاباً في ماليزيا 1-1) وخسر بصعوبة بالغة في مباراة الإياب في سيدني (2-1) بعد وقتين إضافيين، علماً أأنه خاض نحو 30 دقيقة بعشرة لاعبين بعد طرد اللاعب محمود المواس.
إشادة وتألق مع نادي القاسم
خلال تجربته الثانية في الدوري العراقي بعد الأولى مع نادي دهوك في العام 2011 نال أيمن الحكيم إشادة واسعة في وسائل الإعلام العراقية بعد نجاح تجربته مع فريق القاسم (صاحب الإمكانيات المتواضعة) حيث تمكن من إنقاذه من الهبوط إلى الدوري الممتاز في الموسم الفائت، قبل أن يقوده بشكل مميز في الموسم الحالي من دوري نجوم العراق، حيث يحتل حالياً المركز السادس بـ38 نقطة من 24 مباراة فقط، خلف الأندية الجماهيرية الكبيرة مثل زاخو والزوراء والشرطة والقوة الجوية والطلبة، بزيادة ثلاث نقاط عمّا حققه في كامل الموسم الفائت الذي أنهاه في المركز السابع عشر.
وحقق القاسم مع مدربه أيمن الحكيم نتائج لافتة في الموسم الحالي إذ تمكن من تسجيل نتائج إيجابية أمام فرق المقدمة مثل الفوز على الزوراء والقوة الجوية وكذلك على أربيل ودهوك والتعادل مع فريقي الشرطة والطلبة بالرغم من أن الفريق عانى كثيراً من ضعف المقدرات المالية، ونقص الصفوف بسبب الإصابات الكثيرة، إضافة إلى خوضه مبارياته في ملاعب مختلفة (نظراً لعدم امتلاك ملعب خاص به مطابق للمعايير).
مأزق الاتحاد العراقي
لم يجد الاتحاد العراقي لكرة القدم بُداً من الاستجابة لمطالب وضغوط الجماهير ووسائل الإعلام مع نهاية فترة التوقف الدولي لشهر مارس مباشرة، بإقالة المدرب الإسباني خيسوس كاساس من منصبه مدرباً للمنتخب الأول، وذلك بعد أن حصد المنتخب العراقي نقطة واحدة فقط من آخر مباراتين، بتعادل قيصري مع منتخب الكويت في البصرة، وخسارة تاريخية أمام منتخب فلسطين في عمّان.
منتخب العراق الذي كان يمنّي النفس بانتزاع بطاقة تأهل مباشرة إلى نهائيات كأس العالم ليكون حاضراً للمرة الثانية في تاريخه بعد مونديال المكسيك 86، وجد نفسه في موقف صعب قبل النافذة الأخيرة في شهر يونيو، إذ بات يبتعد عن منتخب الأردن بفارق نقطة واحدة قبل مباراتين من اختتام التصفيات حيث يستقبل منتخب كوريا الجنوبية متصدر المجموعة في البصرة، قبل أن يحل ضيفاً على الأردن في الجولة الأخيرة.
ومع ضيق الفترة الفاصلة قبل موعد الحسم في المجموعة الثانية، لا تبدو الخيارات كثيرة أمام الاتحاد العراقي الذي يجد نفسه في حيرة بشأن اختيار خليفة (كاساس) حيث تنقسم الآراء ما بين منح المهمة لمدرب محلي ليقود المنتخب في مباراتيه المقبلتين وما بين الاعتماد على المدرسة الأجنبية التي دأب عليها منذ العام 2018 (باستثناء سبع مباريات تناوب عليها عبد الغني شهد وراضي شنيشل)، علماً أنه -منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي- تناوب على تدريب منتخب أسود الرافدين 41 مدرباً من بينهم 21 مدرباً عراقياً.