هل تقلصت حظوظ عرب آسيا المونديالية إلى مقعد مباشر واحد؟

قبل انطلاق منافسات الدور الثالث والحاسم من التصفيات التأهيلية لمونديال 2026 عن قارة آسيا، استبشر الكثيرون بوجود تسعة منتخبات عربية في هذا الدور، وخاصة أن حصة القارة الصفراء من المقاعد المونديالية قد ارتفعت إلى ثمانية مقاعد مباشرة، إضافة إلى نصف مقعد إضافي عبر الملحق العالمي، حيث باتت الآمال معلقة على منتخبي العراق والأردن حتى الجولة السابعة.
لكن وبعد انقضاء سبع جولات من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، يبدو أن حظوظ العرب في انتزاع بطاقة مباشرة إلى النهائيات من البطاقات الست المتوفرة قد انحسرت إلى بطاقة واحدة (مضمونة أساسًا)، من خلال المجموعة الثانية التي يوجد فيها خمسة منتخبات عربية، هي العراق والأردن وعمان وفلسطين والكويت إلى جانب كوريا الجنوبية.
قطر والإمارات تباين في المستوى والعروض
لم يتمكن منتخبا قطر والإمارات من تقديم عروض ثابتة في مباريات متتالية، وهو ما جعلهما بعيدين بفارق ست نقاط عن منتخبي إيران وأوزبكستان اللذين يملكان 16 نقطة في رصيديهما، ويبدوان في طريقهما إلى حجز تذكرتي التأهل المباشر من هذا الدور إلى النهائيات.
وأسهم تواضع مستوى منتخبي قيرغيزستان وكوريا الشمالية في ضمان المنتخبين العربيين وصولهما إلى الدور الرابع من التصفيات بنسبة كبيرة، إذ يحتاج كل منهما إلى انتصار واحد من المباريات الثلاث المقبلة (وربما نقطة واحدة من الجولة المقبلة) من أجل ضمان مواصلة المشوار بحثًا عن انتزاع إحدى البطاقتين المتبقيتين للقارة الآسيوية في الدور المقبل.
ويحل الأبيض الإماراتي ضيفًا على نظيره الكوري الشمالي -متذيل المجموعة- في المباراة التي يحتضنها ملعب الأمير فيصل بن فهد في العاصمة السعودية الرياض، يوم الثلاثاء المقبل، بينما يشد العنابي رحاله إلى مدينة بشكيك لملاقاة منتخب قيرغيزستان، في مباراة مهمة يحتاج فيها المنتخب القطري لنقطة ليضمن تأهله إلى الدور المقبل، خاصة وأن مباراتيه الأخيرتين ستكونان ضد إيران وأوزبكستان.
بطاقة بين العراق والأردن إلا إذا!
بفضل حضور خمس منتخبات عربية في المجموعة الثانية، فقد كان منطقيًّا أن يتأهل منتخب على الأقل إلى جانب كوريا الجنوبية، التي تعد أحد خمسة منتخبات عالمية لم تغب شمسها عن كأس العالم منذ المكسيك 1986، إلى جانب البرازيل والأرجنتين وألمانيا وإسبانيا.
ومع انتهاء الجولة السابعة من التصفيات يبدو “الشمشون الكوري” في موقف جيد لانتزاع إحدى بطاقتي التأهل، حيث يتصدر بـ 15 نقطة بفارق ثلاث نقاط عن كل من الأردن والعراق، بينما يحتل منتخب عمان المركز الرابع بسبع نقاط والكويت المركز الخامس بخمس نقاط، فيما يأتي منتخب فلسطين بالمركز السادس بثلاث نقاط.
ووفقًا للسيناريو المنطقي، فإن البطاقة الأولى ستذهب لمنتخب كوريا الجنوبية، فيما يتنافس منتخبا العراق والأردن على البطاقة الثانية، والتي قد تحسم عندما يلتقيان في ملعب عمّان الدولي في الجولة الأخيرة بشهر يونيو/ حزيران المقبل.
لكن سيكون بإمكان منتخبي العراق والأردن التأهل معًا بشكل مباشر إذا ما تمكن كلاهما من الفوز على كوريا الجنوبية في الجولتين المقبلتين، وحصد النقاط الثلاث من مباراتهما الأخرى، قبل أن يلتقيا في العاشر من يونيو، وحينها سيكفيهما التعادل ليتأهلا معًا.
ويحل منتخب النشامى ضيفًا يوم الثلاثاء المقبل على منتخب كوريا الجنوبية في سوون، بينما يلاقي منتخب العراق نظيره الفلسطيني في العاصمة الأردنية عمّان في اليوم ذاته.
وفي الجولة التاسعة، يستقبل منتخب العراق نظيره الكوري الجنوبي في البصرة، بينمل يحل منتخب الأردن ضيفًا على عُمان، علمًا ان منتخب السلطنة ما زال يملك بصيص أمل في انتزاع إحدى بطاقتي التأهل المباشر، شريطة فوزه في مبارياته الثلاث المقبلة مع الكويت وفلسطين (خارج ميدانه) ومنتخب الأردن في مسقط، على أن ينتظر بقية النتائج.
منافسة محتدمة والفرصة الأخضر قائمة
في المجموعة الثالثة، ضمن منتخب اليابان إحدى بطاقتي التأهل إلى النهائيات، وبات أول منتخبات العالم يحجز مكانه في نهائيات مونديال 2026، ليحتدم الصراع بين المنتخبات الخمس الأخرى على البطاقة الثانية، وكذلك على المركزين الثالث والرابع المؤهلين إلى الدور المقبل.
ويحتل منتخب أستراليا المركز الثاني بعشر نقاط، يليه منتخب السعودية بتسع نقاط، فيما تتساوى منتخبات عُمان وإندونيسيا والصين بالرصيد نفيه ولكل منهما ست نقاط.
ويأمل الأخضر السعودي في أن يحتفظ بفارق النقطة التي تفصله عن أستراليا قبل المواجهة الحاسمة التي ستجمعهما في الجولة الأخيرة في المملكة، في العاشر من يونيو المقبل، وذلك من أجل تحقيق انتصار يمنحه بطاقة التأهل الثانية عن هذه المجموعة، علمًا أن المنتخب السعودي سيحل ضيفًا على اليابان في الجولة المقبلة، قبل أن يواجه البحرين في المنامة وأستراليا في ملعبه في الجولتين الأخيرتين. بينما يلعب منتخب أستراليا مع الصين خارج قواعده، ثم يستقبل اليابان ويلتقي السعودية في الجولة الأخيرة.
عرب آسيا في المونديال
عبر التاريخ، نجحت خمسة منتخبات عربية من القارة الآسيوية في تسجيل حضورها في النهائيات العالمية، أربعة منها تأهلت عبر التصفيات، وهي الكويت (1982) والعراق (1986) والإمارات (1990) والسعودية (1994 و1998 و2002 و2006 و2018 و2022)، في حين شاركت قطر بصفتها البلد المضيف للمونديال الأخير، من دون الحاجة لخوض التصفيات.
ومع إمكانية مشاركة أربعة منتخبات على الأقل (قد يصبح العدد خمسة) في الدور المقبل الذي توزع فيه المنتخبات التي احتلت المركزين الثالث والرابع في هذا الدور إلى مجموعتين (يتأهل البطل من كل مجموعة مباشرة)، فإن الحظوظ تبدو مثالية لأن تتأهل ثلاثة منتخبات عربية آسيوية للمرة الأولى إلى النهائيات التي ستقام صيف العام 2026، في كل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.