حكايات winwin| لاعب يعود للملعب بعد الطرد وفريق بـ 15 لاعبًا

ما قرأته في العنوان صحيح، وليس مشهدًا من عمل فني كوميدي خلال شهر رمضان؛ فهناك مباراة أُقيمت على ملعب “وايت هارت لين” في العاصمة البريطانية لندن بين ناديي أرسنال ودينامو موسكو الروسي في نوفمبر/تشرين الثاني بعام 1945 شهدت أحداثًا غريبة.. فما الحكاية؟
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وجّه الاتحاد الإنجليزي دعوة إلى نادي دينامو موسكو لخوض عدة مباريات ودية في جولة بالبلاد لمدة شهر؛ احتفالًا بعودة كرة القدم مرة أخرى؛ إذ لم يحظِ الكثير بهذه المباريات منذ عام 1939 -حين انطلقت الحرب- لذا كان الحدث جللًا وينتظره الآلاف.
وجعل ذلك الإقبال على تذاكر مباريات هذه الجولة للفريق الروسي كبيرًا؛ إذ ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في تقريرها عن المباراة أن التذاكر كانت تُباع بـ 8 أضعاف ثمنها الأصلي إذ وصل سعرها مع تزايد الإقبال إلى 4 جنيه إسترليني.
وذهب مشجعون للمباني المجاورة للملاعب لمشاهدة المباريات مجاناً في ظل ارتفاع ثمن الحصول على التذاكر، وكان آخرون يحاولون الدخول خلسة مما كان يجعل المباريات مكتظة بالحضور الجماهيري وبالفعل حضر الفريق الروسي ولكن بداية جولته لم تكن جيدة، فواجه بعض الإهمال في مقر إقامته ليرفض خوض المباريات حتى تتم تهيئة كل الأمور لهم على ما يرام وهو ما تم، وبدأ الضيف جولته الكروية في إنجلترا وتم الاتفاق على عدد المباريات الودية.
البداية كانت بمواجهة تشيلسي وهي المباراة التي تقدم بها أصحاب الأرض بهدفين نظيفين قبل أن يعود الفريق الروسي في اللقاء ويتعادل في الدقيقتين 65 و75 ثم تقدم البلوز مجددًا بهدف في الدقيقة 81 ولكن نجح الفريق الضيف في خطف التعادل بالدقائق الأخيرة لينتهي اللقاء بالتعادل بنتيجة (3ـ3).
المباراة الثانية كانت أمام نادي كارديف سيتي الذي تلقى خسارة كبيرة على يد نظيره الروسي بنتيجة (10-1) بعدما اهتزت شباكه 5 مرات من الخصم خلال 8 دقائق لتأتي المباراة الثالثة والأخيرة لفريق دينامو موسكو في إنجلترا أمام نادي أرسنال.
أرسنال ودينامو موسكو ومواجهة مثيرة بين الضباب
أرسنال حينها كان يفتقد العديد من لاعبيه الذين ما زالوا في مهمتهم مع القوات المسلحة لبلدهم في أنحاء مختلفة من العالم لذا دعم صفوفه قبل مواجهة الفريق الروسي بعدد من اللاعبين المحليين مثل ستانلي ماثيوز لاعب ستوك سيتي، ستان مورتنسون لاعب بلاكبول وجو باكوزي لاعب فولهام والذين كانوا قد شاركوا مع تشيلسي في المباراة الأولى أيضًا.
تزامنت المباراة الثالثة مع ضباب كثيف يغلف أجواء معظم جنوب شرق إنجلترا لذا طلب مسؤولو نادي دينامو موسكو تأجيل اللقاء، خشية من التلاعب في ظل سوء الرؤية، ولكن الطلب قوبل بالرفض لبيع عدد كبير من التذاكر.
وانطلقت المباراة في موعدها الذي تم تحديده سلفًا على ملعب وايت هارت لين الخاص بنادي توتنهام؛ إذ كان ملعب أرسنال حينها هايبري تحت استخدام وزارة الدفاع؛ حيث كانت تستخدمه كمركز احتياطي للغارات الجوية.
اصطفت الطوابير رغم الضباب منذ منتصف ليلة المباراة لتصبح بالآلاف مما دفع قوات الشرطة لفتح ملعب المباراة في الظهر؛ إذ قُدّرت الأعداد بحسب تقارير صحفية بريطانية بـ 40 ألف مشجع زادوا إلى 55 ألف مع انطلاق المباراة.
وجاءت المباراة مثيرة في أحداثها منذ الدقيقة الأولى حين تقدم النادي الروسي بهدف لم يشاهده معظم الحضور في ملعب المباراة قبل أن يعادل أرسنال النتيجة سريعًا ليشهد اللقاء مشاحنات بين اللاعبين أدت لإصابات دون أن يراها حكم اللقاء الذي ألغى هدفًا خلال مجريات المباراة لنادي أرسنال وسط اعتراضات من أصحاب الأرض وهو ما دفع مدرب أرسنال جورج أليسون لاقتراح إنهاء المباراة على سكرتير السفارة السوفيتية ولكن رفض الأخير الطلب في ظل تقدم فريق بلاده.
وذكرت تقارير صحفية بريطانية أن الجهاز الفني لنادي دينامو موسكو استغل الضباب الموجود في الملعب وكان يجري التبديلات دون خروج لاعبيه ليُكمل اللقاء بـ 15 لاعبًا بينما أعاد الجهاز الفني لفريق أرسنال مهاجمه جورج دوري الذي كان قد تعرض للطرد خلال اللقاء الذي انتهى بفوز الفريق الروسي بنتيجة (4-3).