تحليل| ترك الاستحواذ.. سيناريوهات تنتظر الزمالك ضد ستيلينبوش

يستضيف نادي ستيلينبوش الجنوب أفريقي أول مباراة له في ربع نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية غدًا الأربعاء، عندما يواجه الزمالك -حامل اللقب- على ملعب دي إتش إل في كيب تاون، قبل السفر إلى القاهرة لخوض مباراة الإياب في 9 أبريل. 

سيواجه الفائز من المباراة في نصف نهائي البطولة الفائز من مباراة ربع النهائي الرابعة بين سيمبا التنزاني والمصري البورسعيدي.

وقبل المواجهة المرتقبة للفارس الأبيض ضد منافسه الجنوب أفريقي، نستعرض في هذا التحليل من winwin أبرز المعطيات التي سيكون على الزمالك التعامل معها، والسيناريوهات التي تنتظره في هذه المباراة.

تنامي قوة ستيلينبوش محليًا

عزز ستيلينبوش مركزه بالقرب من صدارة الدوري الجنوب أفريقي باحتلاله المركز الثالث. فبعد احتلاله المركزين العاشر والرابع عشر في أول موسمين له، يسير الآن على الطريق الصحيح نحو إنهاء الموسم ضمن المراكز الستة الأولى للمرة الرابعة على التوالي، وهو المرشح الأوفر حظًا للاحتفاظ بالمركز الثالث والتأهل إلى الكونفدرالية للموسم الثاني على التوالي.

العملاق كايزر تشيفز، العضو الآخر في “الثلاثي الكبير” التقليدي في جنوب أفريقيا، في طريقه لإنهاء الموسم خلف ستيلينبوش للمرة الثالثة في أربعة مواسم، وهو ما يوضح مدى تطور وتنامي قوة منافس الزمالك.

من غير المرجح أن يكون ستيلينبوش خصمًا سهلًا على أرضه، ولكن إذا تمكن الزمالك من تسجيل هدف خارج أرضه على الأقل، فسيكون ذلك في صالحه قبل مباراة الإياب في القاهرة؛ إذ لا يزال الاتحاد الأفريقي يستخدم قاعدة الأهداف خارج الأرض رغم إلغائها من قبل الاتحاد الأوروبي.

فاز الزمالك بنهائي كأس الكونفدرالية الموسم الماضي بقاعدة الأهداف خارج الأرض على حساب نهضة بركان المغربي الذي تغلب على ستيلينبوش ليتصدر المجموعة الثانية هذا الموسم في نفس البطولة.

هل تعلم؟ خسر الزمالك مباراة واحدة فقط من آخر 21 مباراة خاضها في كأس الكونفدرالية الأفريقية.

في الموسم الماضي، فاز فريق ستيف باركر بكأس كارلينغ نوك آوت، وخسر بصعوبة بالغة المركز الثاني في الدوري أمام أورلاندو بايرتس، الذي كان سيضمن له التأهل إلى دوري أبطال أفريقيا، مكتفيًا بكأس الكونفدرالية كتعويض.

يعيش الفريق تحديًا كبيرًا هذ الموسم مع رحيل لاعبين بارزين لمنافسيه، مثل المهاجم إكرام راينرز لصن داونز في أغسطس 2024 ولاعب الوسط جايدن آدامز في يناير 2025، وتعاقد أورلاندو بايرتس مع الظهير الأيمن دينو فان روين في أغسطس من العام الماضي.

مفاتيح لعب ستيلينبوش

أبرز لاعب في الفريق الجنوب أفريقي هو الجناح الأيمن ديفين تيتوس، فهو هداف الفريق في الدوري المحلي (6) وأكثر لاعب في الفريق أسهم بأهداف (10 مساهمات بين الصناعة والتسجيل)، وهو أكثر اللاعبين محاولات على المرمى ولمسًا للكرات في منطقة جزاء الخصم في الدوري هذا الموسم.

في الجانب الآخر، يأتي الظهير الأيسر فواز باساديان، وهو في الأصل جناح أيسر، وهو لاعب دولي مع منتخب جنوب أفريقيا مؤخرًا وبدأ آخر 3 مباريات معه وتألق بشكل واضح، وهو مفتاح لعب هجومي مهم للفريق.

وجد المدرب باركر طريقة لدمج نقاط قوته في طرفي الملعب، حيث وظف باساديان في مركز الظهير الأيسر، مع السماح له بالانطلاق للأمام بحثًا عن الأهداف والتمريرات الحاسمة، وهو أكثر لاعب في الفريق صناعة للفرص في الدوري الجنوب أفريقي (25 فرصة)، كما أنه أكثر لاعب في الدوري المحلي كله في إيصال الكرات لمنطقة جزاء الخصم (95).

في فترة التوقف الدولي الأخيرة، صنع باساديان الهدف الافتتاحي للاعب لايل فوستر في المباراة التي انتهت بفوز جنوب أفريقيا على بنين بنتيجة 2-0. يعتقد باساديان أن اللعب مع منتخب جنوب أفريقيا كان تجربة ساعدته على الاستعداد لمواجهة أحد أكبر الأندية الأفريقية.

ويقول باساديان عن أفكار المدرب باركر الذي يقود الفريق منذ سنوات طويلة: “إنه يُسهّل عليك الأمور من خلال تطبيق خطة لعب لا تفيدك فحسب، بل تفيد الفريق أيضًا. إنه يعرف نقاط قوتي ونقاط ضعفي. الأهم هو كيفية التعامل مع هذه الأمور وجلب لاعبين آخرين قادرين على المساعدة في إنجاحها”.

وواصل: “إنها البيئة التي نعيش فيها كلاعبين، وهي التي تُخرج أفضل ما لدينا. بالنسبة لي، هذا رأيي الشخصي، لأنني عندما انضممت إلى هذا النادي، منحني ذلك ثقةً إضافيةً للتعبير عن نفسي والاستمتاع بهذه اللعبة الجميلة.

المرتدات والتفاصيل البسيطة

سيكون من الصعب على فريق ستيلينبوش، الذي يفتقر إلى الخبرة على الساحة القارية (يشارك للمرة الأولى)، تجاوز عملاق الكرة المصري الزمالك، لكنه يمتلك نقاط قوة واضحة، منها أنه قوي جدًا في الهجمات المرتدة.

ستيلينبوش سجل 7 أهداف في الدوري الجنوب أفريقي هذا الموسم من هجمات مرتدة، وهو أعلى رقم، لذلك في الغالب سيلجأ الزمالك لترك الاستحواذ في مباراة الذهاب غدًا، كما فعل أمام سيراميكا، لمحاولة منع الفريق من الاستفادة من الهجمات الخاطفة التي يجيدها خاصة عبر تيتوس الخطير.

يقول المهاجم النيوزيلندي للفريق أندريه دي يونغ، نجل مهاجم فورتونا سيتارد السابق فريد دي يونغ، إن نادي ستيلينبوش يُقدّر جميع جوانب اللعبة، بل يهتم أيضًا بدراسة الخصم حتى من الناحية الرقمية.

وقال: “أعتقد أنه نادٍ يعتمد بشكل كبير على الإحصائيات والأرقام، لذا غالبًا ما نركز على الإحصائيات والأرقام فقط عند مراجعة المباريات. لقد استمتعتُ بمعرفة ذلك أكثر من مجرد انطباعاتي عن المباراة. وجود أدلة دامغة تدعم ذلك كان تغييرًا رائعًا ومنعشًا للغاية”.

مع اقتراب مباراة الزمالك، لدى كلٍّ من دي يونغ وباساديان أهدافٌ شخصيةٌ لتحقيق النجاح القاري؛ إذ يسعى باساديان إلى جذب انتباه الأندية الأجنبية، بالإضافة إلى الأندية الكبرى في جنوب أفريقيا، بينما يسعى دي يونغ إلى استعادة مكانه في تشكيلة نيوزيلندا لكأس العالم 2026، حيث كان آخر ظهور له في عام 2022.

قد يكون ستيلينبوش خصمًا غير مألوف للزمالك، الذي سبق وواجه ماميلودي صنداونز وأورلاندو بايرتس، المتأهلين لربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، وهما ناديان يلجآن بانتظام إلى ستيلينبوش لضم لاعبيه عندما يظهر أي لاعب محلي مميز، بينما يكافحان للتفوق عليه في مسابقات الدوري والكأس.

ويعتقد باساديان أن مواجهة الثنائي العملاق تشبه مواجهة الزمالك، وقال: “بايرتس، صنداونز، تشيفز – جميع هذه الفرق تتمتع بجودة عالية في دوري أبطال أفريقيا. وقد أثبت صنداونز ذلك. لديهم تقريبًا نفس نوعية اللاعبين أو مستوى اللاعبين الذين يمتلكهم الزمالك”.

واختتم تصريحاته التي نقلها موقع إي إس بي إن بالقول: “أعتقد أن مباراتنا على أرضنا ستكون مختلفةً عن مباراتنا في مصر، لذا علينا استغلال مباراتنا على أرضنا، وممارسة أكبر قدرٍ ممكنٍ من الضغط على الزمالك، وفرض خطتنا عليهم، لا أن نخشاهم. عندما نذهب إلى مصر، نعلم أن الأمر لن يكون سهلاً، لكن الأهم هو محاولة تحقيق النتيجة على أرضنا”.